مقدمة : في الفترة 1939 – 1945 دارت الحرب العالمية الثانية بين دول المحور ( ألمانيا ، إيطاليا ، اليابان) و دول الحلفاء ( فرنسا ، إنجلترا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، الإتحاد السوفياتي ) . حقق الطرف الأول توسعا كبيرا في المرحلة الأولى منها ( 1939-1942) بينما حسم الطرف الثاني الحرب لفائدته في المرحلة الثانية ( 1943-1945) فما هي أسباب و نتائج هذه الحرب ؟
I أسباب الحرب العالمية الثانية :
1. ساهمت مخلفات معاهدات الصلح والأزمة الاقتصادية في ظهور الأنظمة الديكتاتورية وتوتر العلاقات الدولية
* فرضت معاهدات الصلح على الدول المنهزمة قيودا ترابية وعسكرية ومالية . مما أدى إلى ظهور أحزاب قومية متطرفة بهذه البلدان في مقدمتها الحزب النازي الألماني بزعامة أدولف هتلر الذي طرح عدة مبادئ من بينها القوميةالمتطرفة ،والعنصرية والديكتاتورية والتوسع، ومناهضة الديمقراطية والاشتراكية.
* عجزت الحكومات الديمقراطية في الدول الأوربية واليابان عن مواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بأزمة 1929 . ولهذا تصاعد نفوذ الأحزاب المعارضة اليمينية المتطرفة .فكانت النتيجة هي قيام أنظمة ديكتاتورية في ألمانيا و اليابان .
* بمجرد وصوله إلى الحكم سنة 1933، شرع هتلر في التخلص من قيود معاهدة فرساي من خلال تعميم الخدمة العسكرية الإجبارية وتطوير صناعة الأسلحة وتسليح منطقة الراين (رينانيا ) واسترجاع منطقة السارSarre
* في ظل الأزمة الاقتصادية ، انتشرت الحماية الجمركية مما أدى إلى حدوث المواجهة بين الديمقراطيات الغربية (بريطانيا- فرنسا – الولايات م الأمريكية ) والأنظمة الفاشية ( ألمانيا – إيطاليا – اليابان ) وذلك من أجل السيطرة على الأسواق الخارجية وامتلاك المستعمرات.
2 – عجلت السياسة التوسعية للأنظمة الفاشية و عجز عصبة الأمم باندلاع الحرب العالمية الثانية:
* عقدت الأنظمة الفاشية تحالفات عسكرية من أبرزها : محور برلين – روما- طوكيو ، و تدخلت ألمانيا و إيطاليا في الحرب الأهلية الإسبانية ( 1936- 1939) التي آلت إلى قيام نظام فاشي جديد بزعامة فرانكو .
* اتبعت الأنظمة الفاشية خلال الثلاثينات سياسة خارجية توسعية : حيث توسعت اليابان في منطقة منشوريا وباقي أجزاء الصين ، و غزت إيطاليا الفاشية إيثيوبيا ( الحبشة ) ، وتوسعت ألمانيا النازية على حساب النمسا و تشيكوسلوفاكيا و بولونيا في إطار ما عرف باسم المجال الحيوي . ( الخريطة ص 79 المنار- 78 المورد)
* عجزت عصبة الأمم عن وضع حد لسياسة التسلح و التوسع و التحالفات التي نهجتها الأنظمة الفاشية . و أصبحت هذه المنظمة تمثل فقط دول الحلفاء و البلدان الموالية لها بعد انسحاب الدول الفاشية منها.
II النتائج الاقتصادية والاجتماعية و السياسية للحرب العالمية الثانية
1-تضررت الدول المتحاربة اقتصاديا باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية:
*تدهورت الأوضاع الاقتصادية في الدول الأوربية وإفريقيا الشمالية واليابان و معظم دول آسيا ،باعتبار هذه المناطق والبلدان كانت ميدانا للمعارك. و في ظل الدمار الاقتصادي، عانت الدول الأوربية من العجز المالي ،فلجأت إلى الاقتراض الخارجي وإلى الزيادة في فرض الضرائب.
*في المقابل فالاقتصاد الأمريكي ظل سليما وعرف تطورا مستمرا. وقدمت الولايات المتحدة الأمريكية لدول أوربا الغربية مساعدات اقتصادية في إطار مشروع مارشال ( وزير الخارجية الأمريكي ) استهدفت إنعاش اقتصاد هذه البلدان و التصدي للمد الشيوعي ( توسع الأنظمة الاشتراكية على حساب الأنظمة الرأسمالية ).
2- خلفت الحرب خسائر بشرية وبؤسا اجتماعيا:
* تجاوزت الخسائر البشرية التي خلفتها الحرب العالمية الثانية 50 مليون قتيلا، بالإضافة إلى عشرات ملايين المعطوبين والأرامل واليتامى . كما أدت الحرب العالمية الثانية إلى تزايد نسبة البطالة والفقر وانتشار المجاعة وارتفاع عدد المتشردين . لهذا تم تأسيس هيأة الإغاثة والتعمير التابعة للأمم المتحدة
3- تعددت النتائج السياسية للحرب العالمية الثانية:
* تغيرت الخريطة السياسية بأوربا بعد الحرب ع الثانية: ( الخريطة ص 83 المنار أو ص 84 المورد ):
– في الفترة 1945- 1948 قسمت ألمانيا و عاصمتها برلين بين الحلفاء . و بعد ذلك تجزأت إلى دولتين : ألمانيا الغربية الرأسمالية ، و ألمانيا الشرقية الاشتراكية . كما تم تقسيم النمسا و عاصمتها فيينا .
– أنشأ الإتحاد السوفياتي أنظمة اشتراكية موالية له في أوربا الشرقية . و ضم إلى أراضيه بلدان استونيا ، لتونيا ، لتوانيا . مما تسبب في اندلاع ” الحرب الباردة “( توتر العلاقات بين الاتحاد السوفياتي و الولايات م الأمريكية )
* في سنة 1945 تأسست هيأة الأمم المتحدة التي استهدفت ضمان السلم العالمي و تعزيز التعاون الدولي و احترام حقوق الإنسان. واعتمدت على أجهزة داخلية منها: الجمعية العامة، و مجلس الأمن، و محكمة العدل الدولية. بالإضافة إلى مؤسسات متخصصة كمنظمة الصحة العالمية و منظمة الشغل الدولية، و صندوق النقد الدولي.
* من مخلفات الحرب ع الثانية إضعاف القوى الاستعمارية و تزايد الاستغلال الاستعماري . في المقابل طرحت هيأة الأمم المتحدة و الولايات المتحدة الأمريكية و كذلك الإتحاد السوفياتي مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها . لهذا تصاعدت حركات التحرر في المستعمرات
خاتمة : إلى جانب الخسائر البشرية و المادية و التحولات السياسية ، أثرت الحرب ع الثانية على العلاقات الدولية حيث ظهر نظام القطبية الثنائية ( الاتحاد السوفياتي قطب الاشتراكية ، و الولايات م الأمريكية قطب الرأسمالية )