معاوية ابن يزيد ابن معاوية ابن أبي سفيان وُلد في دمشق سنة 661 للميلاد.
معاوية الثاني ابن يزيد هو ثالث حكام الدولة الأموية و حكم فقط بضعة أشهر (683-684 للميلاد) و نصبه أبوه يزيد ابن معاوية كخليفة له في الحكم.

مع الثورات الداخلية

لما مات يزيد ابن معاوية خفف جيش الأمويين الذي كان يحاصر مكة المكرمة حصاره على الثائرين عليه هناك. عقب ذلك انتشرت المقاومة ضد الأمويين في عدة مناطق أُخرى. حيث أن حادثة عاشوراء فضحت حقيقة الطغمة الحاكمة و عداءها الصريح للإسلام و خلعت عنها الصبغة الإسلامية خلعاً تاماً. و هكذا لم يستطع معاوية ابن يزيد أن يمنع انسلاخ مناطق كبيرة من الحكم الأموي لتقع تحت سيطرة عبد الله ابن الزُبير الذي أعلن نفسه أيضاً خليفة على المسلمين رغم أن معاوية ابن يزيد أعلن استنكاره لمحاصرة مكة المكرمة و المدينة المنورة و رغم أنه استنكر و تبرأ علناً من مجزرة عاشوراء. و حتى في بلاد الشام بدأ الحكم الأموي يتزعزع بثورة بني قيس عليهم. قبل أن يبدأ باتخاذ و تنفيذ أي إجراءات تنهي هذه الحالة قُتل معاوية ابن يزيد (معاوية الثاني) في نيسان من سنة 684 للميلاد في وقت انتشر فيه داء الطاعون.

قتله وما جرى بعد ذلك

موت معاوية ابن يزيد زاد من حدة أزمة الأمويين لأنه لم يكن له وريث و حتى إخوته كانوا صغار السن و لم يكونوا مؤهلين لاستلام الخلافة. لقد تزوج معاوية ابن يزيد ثلاث مرات و لكن زوجته الأولى ماتت و أما زوجتاه بعدها فقد نفر منهما و أعزب عنهما قبل أن يلدا له أي ولد. وهكذا اتفق الأمويون على أن ينتقل الحُكم من البيت السفياني إلى البيت المرواني و نصبوا مروان ابن الحكم كخليفة جديد.

موت معاوية ابن يزيد يحوطه بعض الغموض. حيث أنه لا يُستبعد أن العائلة الأموية هي التي قتلته لأنه كان يكرر مراراً أنه يشم رائحة دم أهل البيت (ع) تفوح من عرش أبيه. كما أنه يُروى أنه أراد التكفير عن الظلم الذي قام به والده يزيد ابن معاوية. و حسب ذلك فإنه حسب بعض المصادر مات مسموماً حيث أنه لم يُعرف شيء عن وصول الطاعون إلى قصر الطغمة الحاكمة ذات الحماية المشددة و الترف الكبير. و بعض المصادر تقول أنه قتل طعناً.ا
و يُروى أنه لما حضرته الوفاة و اجتمع لديه الأمويون و طلبوا منه تعيين خليفة له من أهل بيته تبرأ من خلافتهم و رفض حمل وزرها لكونها باطلة (…اللهم إني بريء منها متخل عنها….).

خطبته في ذم أبيه وجده:

قال ابن حجر في الصواعق المحرقة: ومات ـ يعني يزيد بن معاوية ـ سنة أربع و ستّين لكن عن ولد شاب صالح عهد إليه فاستمرّ مريضاً إلى أن مات، و لم يخرج إلى الناس و لا صلّى بهم و لا أدخل نفسه في شيء من الاُمور، و كانت مدّة خلافته أربعين يوماً، و قيل: شهرين، و قيل: ثلاثة أشهر، و مات عن إحدى و عشرين سنة، و قيل: عشرين.
قال: و من صلاحه الظاهر أنّه لمّا ولي صعد المنبر فقال: إنّ هذه الخلافة حبل الله و أنّ جدّي معاوية نازع الأمر أهله و مَن هو أحقّ به منه عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام )، و ركب بكم ما تعلمون حتّى أتته منيّته فصار في قبره رهيناً بذنوبه، ثمّ قلّد أبي الأمر و كان غير أهل له و نازع ابن بنت رسول الله صلّى الله عليه ( و آله ) و سلّم، فقصف عمره، و انبتر عقبه، و صار في قبره رهيناً بذنوبه، ثمّ بكى و قال: مِنْ أعظم الاُمور علينا علمنا بسوء مصرعه و بؤس منقلبه، و قد قتل عترة رسول الله صلّى الله عليه ( و آله ) و سلّم، و أباح الخمر و خرّب الكعبة، و لم أذق حلاوة الخلافة فلا أتقلّد مرارتها، فشأنكم أمركم، والله لئن كانت الدُّنيا خيراً فقد نلنا منها حظّاً، و لئن كانت شرّاً فكفى ذرّية أبي سفيان ما أصابوا منها، ثمّ تغيّب في منزله حتّى مات بعد أربعين يوماً ـ كما مرّ ـ فرحمه الله أنصف من أبيه و عرف الأمر لأهله.

قبره:

معاوية ابن يزيد (معاوية الثاني، معاوية الصغير) مدفون في زقاق قديم من أزقة دمشق القديمة. (الصورة في نيسان سنة 2007).

muawiya_ibn_yazid1

مصادر:

1.
2.